تعتبر آلام أسفل الظهر من الأسباب الأكثر شيوعًا للاستشارات الطبية،
وهي سبب رئيسي في إعاقة الحركة اليومية، وتحدث بنسب متقاربة في مختلف المجتمعات، مؤثرة على طبيعة الحياة وكفاءة العمل، وهي السبب الأكثر شيوعًا للاستشارات الطبية، مع العلم أن معظم الحالات ليس لها سبب محدد.
من الممكن أن تكون الآلام بشكل حاد (مؤقت) أو مزمن، وتبقى لمدة أقل من ثلاثة أشهر بغض النظر عن العلاج، وممكن أن تحدث بسبب جرح أو حادث يؤثر على عظام الظهر، مثال على ذلك النشاط المبالغ فيه أثناء ممارسة الرياضة أو التمارين.
أما آلام الظهر المزمنة فهي مشكلة أكبر، والتي أحيانًا ما تكون مرتبطة بسبب نفسي مثل الاستياء من العمل أو الشعور بالملل.
سواء كانت آلامًا حادة أو مزمنة فقد يواجه المريض مجموعة واسعة من الأعراض، والتي تكون عادة بأسباب مختلفة.
بعض أشكال آلام الظهر الشائعة كالتالي:
- ·التواءات وجروح الظهر:
عندما تقوم بحركة قوية مفاجئة أو تبالغ في الحركة عن طريق محاولة رفع أو تحريك أشياء ثقيلة، قد يحدث التواء أو جرح لعضلات الظهر، وهذا النوع من حوادث الظهر يسبب آلامًا تزيد سوءًا بالحركة.
- ·عرق النسا:
أعراض عرق النسا مميزة، مفاجئة، مؤلمة، مع وخز وتنميل أسفل القدم، وتحدث بسبب جرح أو ضغط على العصب الوركي، وهو عبارة عن عصب كبير يتكون من جذور متفرعة من الحبل الشوكي في الجزء الأسفل من الظهر، وتلتقي هذه الجذور معًا لتكون عصبين كبيرين يمران خلال الجزء الخلفي من كلتا القدمين.
آلام عرق النسا قد تؤثر على كلا جانبي الجسم، لكن عادة ما تؤثر على أحدهما فقط.
- ·الحالات المزمنة:
بعض أنواع آلام الظهر تحدث ببطء وتزداد مع الوقت، وفي هذه الحالة تحدث أنواع متعددة من التهاب المفاصل وأعراض أخرى مزمنة مثل متلازمة الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia) وداء القرص التنكسي (Degenerative disk disease) حيث تكون الأقراص الفقرية بمثابة مساند تحمي عظام العمود الفقري من الانهيار مع الوقت.
ما هي العوامل التي تزيد من أخطار آلام الظهر؟
هناك أيضًا العديد من العوامل التي من الممكن أن تزيد احتمالات تطور آلام الظهر مثل:
– ضغوط العمل.
– أنشطة بدنية عنيفة.
– قلة النشاط البدني لفترات طويلة في العمل.
– التدخين.
– السمنة.
– القلق أو الاكتئاب.
– أسلوب حياة غير صحي.
طبقًا لمكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة الأمريكية فإن نسبة 60% من إصابات العمل تتضمن آلام أسفل الظهر.
تأثر الحركة نتيجة آلام أسفل الظهر أصبح قضية مهمة، وأغلب الحالات تحدث بسبب قلة النشاط الحركي وطبيعة الحياة الغير صحية، بعدما أصبحت أنشطة الحياة تتسم بالخمول مثل مشاهدة التلفاز واستخدام الكمبيوتر، بالإضافة للعمل لساعات جلوسًا على المكاتب، لذلك أدت قلة النشاط البدني للعديد من المشاكل التي تحفز آلام أسفل الظهر.
زيادة الوزن والسمنة تسبب ضغطًا إضافيًا على عظام ومفاصل الجسد، فيما تتسبب وضعيات الوقوف والجلوس الخاطئة والحركات المكررة بسبب العمل اليومي وظروف المعيشة في أن تصبح أجسادنا عرضة للإصابة بسهولة.
كيف يكون العلاج؟
يتم عمل خطط العلاج طبقًا لكل حالة، بدايةً بالمسكنات، مضادات الالتهاب، وبعض باسطات العضلات ختامًا بالعمليات الجراحية، وهناك الآن اتجاهات جديدة لاستخدام الطب التكميلي.
يعتبر الطب التكميلي والطب البديل مجموعة من أساليب العلاج التي تختلف عن الطب التقليدي، ويعتقد أن هذه التطبيقات سوف تقدم اتجاهًا طبيعيا لعلاج العديد من الحالات، حيث أن عددًا كبيرًا من المرضى حول العالم يستريحون لعلاج آلام الظهر باستخدام وسائل بديلة، وفي الحقيقة فإن آلام أسفل الظهر هي أكثر الأسباب الشائعة التي بسببها يتجه الناس لاستخدام الطب البديل.
من الممكن استخدام الطب التكميلي بمفرده أو عن طريق دمجه مع العلاجات التقليدية، وكما هو الحال مع كل علاج جديد فينبغي أن تناقش هذا النوع من العلاج مع طبيبك قبل الاستخدام.
دور الطب البديل:
تتضمن اتجاهات الطب البديل لعلاج آلام أسفل الظهر:
الوخز بالإبر – اليوجا والتمدد – الأعشاب الطبية
بجانب الطب البديل هناك أيضًا بعض الأساليب الطبيعية للطب الشعبي للوقاية وتخفيف آلام الظهر مثل:
الزنجبيل – الكركمين – كريم الكابساسين – اللبان الذكر
وختامًا ..
كما تقول الحكمة القديمة: الوقاية خيرٌ من العلاج.
يستطيع كل منا أن يقلل احتمالات إصابته بآلام أسفل الظهر عن طريق الحفاظ على قوام جيد بالتمرين المستمر، وبالحفاظ على وزن صحي.
بتعلم طريق الوقوف والجلوس الصحية، ورفع الأشياء بطريقة لاتؤثر على العمود الفقري مما يساعد أيضًا في تفادي آلام أسفل الظهر.